تعد قصة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إحدى القصص الملهمة التي وضعت معالم جديدة في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث. فقد كان الملك المؤسس بمثابة جسر يربط شبه الجزيرة العربية مع العالم المعاصر، حيث أسس دولة ترتكز على أسس الإسلام. سنستعرض فيما يلي لمحة عن نشأته وتاريخه النضالي في سبيل توحيد المملكة.
نشأة الملك عبد العزيز
وُلد الملك عبد العزيز في عام 1876 في مدينة الرياض، وكان الابن البكر للإمام عبد الرحمن بن فيصل. سعى والده إلى تنشئته تربية صالحة قائمة على قيم الإسلام، حيث تلقى تعليمه على يد القاضي عبد الله الخرجي في سن السابعة، ومن ثم درس العقيدة والفقه في حلقات الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ عندما بلغ العاشرة. واهتم والد عبد العزيز أيضًا بتعليمه فنون الفروسية وسبل القيادة نظرًا لذكائه الرفيع. وقد شكلت الأحداث السياسية والعسكرية التي عاشها في صغره ملامح شخصيته كمقاتل تدور حوله معاني العزيمة والإصرار على استعادة الحق المسلوب.
قصة الملك عبد العزيز في توحيد المملكة
تُعد قصة توحيد المملكة، التي طالت نحو ثلاثة عقود، من أهم المراحل التي أسسها الملك عبد العزيز رحمه الله. وقد اجتازت عملية التوحيد مجموعة من المراحل المختلفة التي تضمنت الحروب والتحالفات والانقسامات، حتى تم الإعلان عن توحيد المملكة عام 1932.
مراحل توحيد المملكة
يمكن تلخيص مراحل توحيد المملكة العربية السعودية كما يلي
- مرحلة الفكر الثوري خلال فترة نفيه مع والده وأسرة آل سعود في الكويت، استمد الملك عبد العزيز التوجهات الوطنية والثورية، حيث عاش في المنفى لحوالي عشر سنوات. هناك، تعلم فنون الحرب وبناء العزيمة، كما كان لديه حلم دائم بالعودة، وهو ما تحقق بعد أن أذن له أمير الكويت بالعودة برفقة الإمام عبد الرحمن. في هذه الفترة، كان عجلان، نائب ابن الرشيد، حاكمًا على الرياض وقد واجه الملك عبد العزيز خلال محاولته الأولى لاستعادة الحكم، حيث أطبق على القصر لمدة أربعة أشهر.
- مرحلة دخول قصر المصمك واسترداد الرياض بفضل استراتيجياته المحكمة، تمكن الملك عبد العزيز من دخول قصر المصمك “قصر الحكم” في ليلة مظلمة، برفقة عدد قليل من الرجال، مستفيدًا من الثغرات التي أحدثها ابن الرشيد. وبعد صراع قصير في الفجر، تمكنت قوات عبد العزيز من هزيمة عجلان واستعادة الرياض، حيث بدأت مسيرة التوحيد.
- مرحلة معارك التوحيد امتدت هذه المرحلة من عام 1902 حتى 1932، وأعلن الملك عبد العزيز أن عودته كانت لتأسيس دولة إسلامية قائمة على تطبيق الشريعة. وفي سبيل تحقيق ذلك، انطلقت الحملة لتوحيد القبائل والتوسع في رقعة الدولة، والتي ضمت في نهاية المطاف مناطق الحجاز، حيث أتم الملك دخول مكة وفتحها في عام 1924، وانطلقت معارك التوحيد حتى تم الإعلان الرسمي عن المملكة في 1932.
إنجازات الملك عبد العزيز
يمكن تلخيص إنجازات الملك عبد العزيز في جهوده نحو توحيد المملكة بما يلي
- الإنجازات السياسية توحيد المملكة، تشكيل أول مجلس شورى، إقامة وزارات مختلفة كوزارة الخارجية والدفاع والمالية.
- الإنجازات الاقتصادية اكتشاف النفط وتصديره، تأسيس هيئات مدنية ساهمت في تحسين الأوضاع الاقتصادية.
- تحسين الخدمات العامة تعزيز وتطوير المرافق العامة في مختلف المناطق.
- توطين البادية إرساء أسس الحياة المستدامة لأبناء البادية.
- إدارة الحج إنشاء وزارة الحج وتنظيمها.
- دعم القطاعات تعزيز قطاعات المياه والزراعة والتعليم والأمن.
خلاصة القول، تُسلط القصة الضوء على المراحل العديدة التي مر بها الملك عبد العزيز في سبيل توحيد المملكة، مُظهرًا بذلك العبقرية القيادية التي تمتاز بها شخصيته، وكذلك الإنجازات العديدة التي حققها في فترة التأسيس والتوحيد.