تتناول هذه المقالة حكم زواج المسيار من وجهة نظر إسلامية، حيث يعتمد هذا الزواج على عقد يبرم بين الزوج والزوجة، مستوفٍ لشروطه الأساسية. في هذا العقد، تتنازل الزوجة عن حقوقها في النفقة والسكن، وقد شهد هذا النوع من الزواج انتشارًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة في العديد من الدول العربية والغربية، بما في ذلك الدول الإسلامية. وقد دفع هذا الأمر كبار الفقهاء في العصر الحديث إلى إصدار فتاوى تتعلق بهذا الموضوع. من خلال موقع إسلام ويب، نقوم باستعراض حكم زواج المسيار، ورأي الشيخ ابن باز، بالإضافة إلى آراء المذاهب الأربعة بهذا الشأن.
حكم زواج المسيار بحسب إسلام ويب
يعتبر زواج المسيار جائزًا حسب الفتاوى التي وردت عن علماء هذا الموقع. أما الأدلة التي تدعم جوازه، فتكمن في استيفاء العقد لشروط الزواج المعروفة، وهي تعيين الزوجين وذكر أسمائهم، رضا الطرفين بهذا النكاح، وجود ولي أمر للمرأة، إلى جانب وجود شاهدين على العقد، فضلاً عن خلو الزوجين من موانع الزواج مثل النسب أو الإرضاع أو الدين. وبالتالي، فإن عدم تضمين النفقة والسكن كشرط أساسي للعقد يفسر جواز هذا النوع من الزواج، دون وجود ما يمنعه.
شاهد أيضًا
رأي الشيخ ابن باز في زواج المسيار
صرح الشيخ ابن باز -رحمه الله- بشأن حكم زواج المسيار بأنه غير جائز. وقد استند في رأيه إلى أن من شروط الزواج هو الإعلان عنه. فعندما يتكتّم أحد الزوجين أو كلاهما عن الزواج، يتحول الوضع إلى شبه زنا، وهو أمر يتعين على المسلمين تجنبه. لذلك، يُفضل على المؤمنين أن يتبعوا الطريقة الشرعية في الزواج، وأن يبقوا بعيدين عن زواج المسيار. والله ولي التوفيق.
شاهد أيضًا
حكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة
لم يُعرف زواج المسيار في زمن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه تم قياسه على الزواج السري من خلال صورتين عقد النكاح السري والزواج دون مهر. وفيما يلي فتاوى المذاهب الأربعة المتعلقة بهذا الموضوع
حكم زواج المسيار عند عقد النكاح السري
يتباين حكم زواج المسيار بناءً على ما إذا كان عقد النكاح سريًا، وقد جاءت آراء العلماء في هذا السياق كالتالي
- جواز الزواج حيث يراه جمهور أهل العلم من الحنفية والشافعية والحنابلة جائزًا، مستندين في ذلك إلى استيفاء شروط عقد النكاح.
- عدم جوازه وهو رأي المالكية، حيث يستندون إلى ما روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال “أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف”، وهو ما أخرجه الترمذي والبيهقي.
شاهد أيضًا
حكم زواج المسيار عند عقد النكاح دون مهر
اتفق علماء المذاهب الأربعة على أن الزواج دون تسمية المهر جائز. إذ إن المهر من ملحقات النكاح لكنه ليس شرطًا أساسيًا لصحة العقد. وعليه، فإذا تم عقد القران دون ذكر المهر، يُعتبر النكاح ساريًا. والدليل على ذلك هو قوله تعالى {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً}، مما يشير لإمكانية الطلاق دون تحديد المهر.
أخيرًا، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناول حكم زواج المسيار وفقًا لموقع إسلام ويب، حيث تم تزويده بآراء الشيخ ابن باز والمذاهب الإسلامية الأربعة فيما يتعلق بهذا النوع من الزواج.