يتناول مقالنا حكم زواج المسيار كما طرحه الشيخ عبد العزيز بن باز، الذي اتخذ موقفاً مختلفاً عن الإجماع الذي وصل إليه علماء المملكة العربية السعودية. إن زواج المسيار يُعد من الظواهر الحديثة في المجتمعات الإسلامية، حيث لم يكن معروفاً إلا في العقود الأخيرة، مما جعل الاستفتاءات حوله محور اهتمام العديد من الناس، خاصة في ظل تباين الآراء الفقهية حول هذا النوع من الزواج. لذا، سنعرض فيما يلي الرؤية الشرعية للإمام ابن باز وآراء آخرين من علماء المملكة.
رؤية الشرع في زواج المسيار في السعودية
اتفق أهل العلم في السعودية على صحة زواج المسيار شرط توفر شروط صحة العقد وخلوه من الموانع الشرعية. وقد اعتُبر زواج المسيار تصرفاً شخصياً بعيداً عن أي صفة للجُبن أو الخوف، وهو مُحكَم بإرادة الطرفين. يُطَبّق على زواج المسيار ما يسري على سواه من الأحكام الشرعية، حيث إن أحكام الزواج ثابتة ولا تتغير. ومع ذلك، يُمكن للمرأة في هذا النوع من الزواج التنازل عن حقوقها مثل المسكن والنفقة، مما يجعله خياراً ميسراً لمن يواجه ظروفاً خاصة. إذا رغبت المرأة في العدول عن هذا التنازل، فإن الأمر يعود إلى إرادة الزوج الذي يملك حق القبول أو الرفض. وفي حالة وفاة الزوج، ترث المرأة بحسب النسب المحددة شرعاً، ويتعين عليها الالتزام بالعدة.
شاهد أيضًا
موقف ابن باز من زواج المسيار
أفاد الشيخ عبد العزيز ابن باز بعدم جواز زواج المسيار، مُخالفاً بذلك ما أقره علماء هيئة كبار العلماء في المملكة. وأرجع سبب تحريمه إلى عدم الفهم الصحيح لهذا النوع من الزواج وانتشاره بأساليب غير شرعية. وأشار إلى أن الاختلاف في الفهم حول زواج المسيار وأحكامه غالباً ما يؤدي إلى سوء التفسير، مما يجعل التحريم أولى من باب الاحتياط والوقاية من المحظورات. وعلى من يرغب في الزواج الاطلاع على أحكام الشرع بعناية، لتفادي الوقوع في الأخطاء، بغض النظر عن مسمى الزواج سواء كان مسياراً أو غيره. من الأسس المهمة لصحة الزواج كذلك الإشهار والشهود، إذ إن كتمان الزواج قد يجعله قريباً من الزنا.
شاهد أيضًا
هل زواج المسيار يندرج تحت الحلال أم الحرام
تتباين الآراء الفقهية بين العلماء حول زواج المسيار، حيث نستطيع تلخيصها في ثلاثة آراء رئيسية
- الرأي الأول يتبنى علماء يمنعون زواج المسيار، مُشيرين إلى عدم بطلانه، ولكنهم يرون إنه يحمل مفاسد عديدة، ومن بينهم الشيخ الألباني الذي أشار إلى الصورة الذهنية السلبية حول زواج المسيار.
- الرأي الثاني يتمثل في موقف الشيخ عبد العزيز ابن باز الذي أفتى بتحريمه.
- الرأي الثالث هو رأي من يبيحه شريطة عدم تشبيهه بزواج المتعة، وبشرط إجازة من الولي ووجود شهود وإشهار.
بهذا، نكون قد تعرضنا لحكم زواج المسيار كما تناولته آراء علماء الدين، خصوصاً علماء المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عرض عدد من الأفكار المختلفة حول هذا الموضوع الهام.