تتميز المملكة العربية السعودية بتاريخ عريق يمتد إلى جذور حضارية تعود لأقدم حضارات شبه الجزيرة العربية. عبر العصور، كانت شبه الجزيرة مركزًا تجاريًا هامًا وموطنًا لنشوء الإسلام. منذ تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة على يد الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1932، شهدت البلاد تحولًا ملحوظًا من دولة صحراوية إلى واحدة من الدول المتقدمة والمزدهرة دوليًا. تسلط هذه المقالة الضوء على فترة حكم الملك فهد بن عبد العزيز، أحد أبرز ملوك المملكة.
مدة حكم الملك فهد
الملك فهد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وُلِد في 6 مارس 1921 في الرياض، يعتبر خامس الملوك السعوديين. تولى الملك فهد الحكم ولقب “خادم الحرمين الشريفين” منذ عام 1982 حتى وفاته في 1 أغسطس 2005 نتيجة التهاب رئوي. قضى الملك فهد في الحكم 23 عامًا، واهتم بالعديد من القضايا الوطنية والدولية خلال فترة حكمه.
إنجازات الملك فهد في السعودية
تجلى تأثير الملك فهد في طرح العديد من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى توسيع البنية التحتية لاستقبال الملايين من الحجاج سنويًا. تضمنت هذه المشاريع تطوير المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للمطارات والموانئ.
على الساحة الدولية، سعى الملك فهد لحل العديد من الأزمات الإقليمية، من بينها الصراع العربي الفلسطيني وغزو العراق للكويت، والحرب الأهلية اللبنانية. كانت جهوده المبذولة في تلك الفترات محورية لضمان الاستقرار في المنطقة.
اقتراحات الملك فهد في حل المشاكل الدولية
قبل أن يصبح ملكًا، قدم الملك فهد في عام 1981 خطة من ثماني نقاط لحل النزاع العربي الإسرائيلي، والتي تضمنت منح الفلسطينيين دولة مستقلة، وقد نالت الخطة دعمًا من جامعة الدول العربية. وكولي للعهد، حرص على بذل جهود دبلوماسية لحل النزاع اللبناني، مما أسفر عن اتفاق الطائف في 1989 الذي ساهم في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية.
أكبر أزمة دولية في عهد الملك فهد
من بين أبرز الأزمات التي شهدتها فترة حكم الملك فهد كانت غزو العراق للكويت في 2 أغسطس 1990. وقد لعب الملك دورًا رئيسيًا في تشكيل التحالف الدولي الذي نجح في طرد القوات العراقية. كما قامت المملكة بتقديم المساعدات الإنسانية لدول عانت من الأزمات، مثل الصومال والبوسنة، وللدول التي واجهت كوارث طبيعية.
مناصب شغلها الملك فهد قبل تولي الحكم
قبل أن يصبح ملكًا، بدأ الملك فهد حياته السياسية في عام 1953 كوزير للمعارف، ثم انتقل ليشغل منصب وزير الداخلية عام 1962، مستمرًا في ذلك حتى عام 1975. وفي نفس العام، عُين وليًا للعهد لينتقل سريعًا إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء تحت قيادة الملك خالد بن عبد العزيز بعد وفاة الملك فيصل.
