تُعد المملكة العربية السعودية من الوجهات الغنية بالتراث الثقافي والتاريخي، حيث تحتضن مجموعة متنوعة من المواقع الأثرية التي تعكس عمق تاريخها وثراء ثقافتها. منذ عام 2021، تمكنت المملكة من إدراج موقع فنون الصخور في منطقة حمى الثقافية بنجران ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ليصبح بذلك سادس موقع سعودي يُسجل في هذه القائمة. في هذا المقال، نستعرض أبرز مناطق التراث العالمي الموجودة في السعودية.
واحة الأحساء
تقع واحة الأحساء في شرق شبه الجزيرة العربية، وتتميز بحدائقها وقنواتها وينابيعها وآبارها، بالإضافة إلى بحيرة تصريفها ومبانيها التاريخية. تمثل واحة الأحساء الشاهد على استيطان الإنسان المستمر في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث وحتى الآن، وذلك يتضح من القلاع التاريخية والمساجد والآبار وأنظمة إدارة المياه. تُعتبر الأحساء أكبر واحة في العالم، حيث تحتوي على 2.5 مليون نخلة، وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها.
منطقة حمى الثقافية
تقع منطقة حمى الثقافية في منطقة جبلية قاحلة، وهي واحدة من أهم المواقع الأثرية في المملكة. تحتوي على مجموعة معقدة من النقوش الفنية الصخرية التي توثق أنماط الحياة القديمة، مع تاريخ يمتد لأكثر من 7000 عام. تعكس النقوش، التي كتب بعضها بأنماط خطية متعددة، جوانب متعددة من حياة البشر في تلك الأزمنة. المنطقة تعتبر غنية بالموارد الأثرية غير المكتشفة، مما يجعلها وجهة مثيرة للباحثين وعلماء الآثار.
موقع الحجر الأثري (مدائن صالح)
مدائن صالح، المعروف أيضًا بموقع الحجر الأثري، هو أحد مواقع التراث العالمي التابع لليونسكو في المملكة. يعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام، وهو يمثل أول موقع يتم تسجيله كموقع لليونسكو في السعودية عام 2008. يقع هذا الموقع في طريق التجارة القديم، ويتميز بثراء المعمار النبطي الذي يتجلى في 94 مقبرة ونقوش ورسومات الكهوف. يمثل الحجر أكبر موقع محفوظ للحضارة النبطية خارج البتراء الأردنية، ويستمر حتى اليوم في جذب الزوار بثراء تاريخه وآثاره الأثرية.
حي الطريف في الدرعية التاريخية
تُعتبر الدرعية، التي تأسست في القرن الخامس عشر، أول عاصمة للمملكة العربية السعودية وتقع شمال غرب الرياض. يتسم حي الطريف المعماري بجماله، حيث يمثل نموذجًا للعمارة النجديّة. على مر الزمان، شهدت المنطقة تطورًا طفيفًا مع الحفاظ على معالمها، حيث تضم بقايا حضرية وقصورًا تحكي تاريخ الدولة السعودية الأولى. تُعبر الدرعية عن التفاعل الإيجابي بين الإنسان وبيئته، مما يجعلها رمزًا ثقافيًا مهمًا.
جدة التاريخية بوابة مكة
في غضون ذلك، تم إدراج جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2014. تقع المدينة على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر، وكانت بمثابة ميناء رئيسي في طرق التجارة القديمة. يبرز جدار جدة القديم بوصفه أحد المعالم الأساسية للموقع، حيث شُيد في القرن السادس عشر لحماية المدينة من التهديدات الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العديد من الأسواق والمساجد القديمة قائمة حتى اليوم، مما يعكس عمق التاريخ الثقافي لهذه المدينة.
الفن الصخري في منطقة حائل
يعتبر موقع الفن الصخري في منطقة حائل من أحدث المواقع الثقافية المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تم إضافته في عام 2015. يمتد الموقع على مساحة 2043 هكتارًا وهو مزين بنقوش صخرية تعود إلى المستوطنين الأوائل الذين استخدموا أدوات بسيطة لنحت الرسوم التي تمثل شخصيات بشرية وحيوانات. تقدم هذه النقوش لمحة فريدة عن الحياة في المنطقة منذ حوالي 10000 عام.
